محمود الجلاد
مثلما هي حالة الطقس في جمهورية مصر العربية خلال شهر يناير حيث تتسم الأجواء بالأمطار الغزيرة والعواصف الرعدية والرياح الشديدة، أصبح لشهر يناير ارتباط وثيق بالانتفاضات المفصلية في تاريخ مصر فلم يقتصر هذا الشهر على ثورة 25 يناير فقط، فقد شهدت البلاد العديد من المظاهرات والاحتجاجات فشهدت مصر منذ بداية شهر يناير الجاري، مسلسل جديد من التفجيرات والعمليات الانتحارية وأحداث العنف والتي جعلت البلاد تعيش حالة من الحزن علي الشهداء فاليوم تلو الأخر نري وتفجير هنا وتفجير هناك ولذلك لم تتوانى دار الإفتاء المصرية عن مناقشة ذلك وإصدار الفتاوى التي توضح رأي الدين فيها..
دلت تلك الفتاوى على حرص الدار لتجديد الخطاب الديني بما يتواءم مع المرحلة الصعبة التي تمر بها البلاد، لتهدئة الشارع المصري.
التخريب وتعطيل مصالح الناس
ففي الأول من يناير الجاري، أكدت دار الإفتاء المصرية فى فتوى لها أن الاحتجاجات والتظاهرات التي تحيد عن السلمية، وتمتد فيها يد التخريب إلى منشآت الدولة وتعطيل مصالح المواطنين “غير مقبولة شرعًا”، مشددة على ضرورة أن تتسم كافة مظاهر الاحتجاج بالسلمية والحفاظ على الأرواح والممتلكات.
وجددت الإفتاء تأكيدها على أن الدم كله حرام، وترقى حرمته في الإسلام إلى أن تكون أعظم حرمة من حرمة الكعبة المشرفة، وأن إيذاء الناس سواء بالقول أو الفعل أمر منبوذ شرعًا.
كما شددت الدار على أن الصدام مع المجتمع وتبنى آراء متشددة في مسائل قد اختلف فيها العلماء، ورفض التعايش معه على النقاط المشتركة ونبذ نقاط الخلاف ليس من الإسلام وهو محرم شرعًا، لأنه يؤدى إلى الفرقة والقطيعة المؤديتين إلى هدم مصالح العباد والبلاد.
الأعمال الإرهابية
كما أكد مفتي الجمهورية – في بيان له -أن من يقوم بمثل هذه الأعمال الإرهابية والتخريبية مفسدون في الأرض وعاصين لأمر الله، ويستحقون اللعنة والطرد من رحمة الله وسوء العاقبة، يقول سبحانه وتعالى: “وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَآ أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُوْلَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ“..
وأهابت الدار بجميع أبناء الوطن بعدم الالتفات إلى دعوات الصدام والتخريب التي أطلقها بعض المغرضين وتفويت الفرصة على كل من يتربص بأمن الوطن ومقدراته .
تعطيل الاستفتاء
أوضحت الدار في أحدث فتاويها حول رأي الدين في من يخطط لمنع المواطنين من الوصول إلى المقار الانتخابية، لإهدار أصواتهم، ومن يقترف التحريض والتخريب لإفساد عملية الاستفتاء أن من يقترف التحريض والتخريب لإفساد عملية الاستفتاء آثم لأنه يساعد على كتم الشهادة، ويدخل في تحذير قوله تعالى : ( ومن يكتمها فإنه آثم قلبه) .
كما أكدت أن الإدلاء بالصوت في الاستفتاء هو نوع من الشهادة مشددة أنه لا يجوز منع الشاهد من الإدلاء بشهادته لما فيه إضرار بالشاهد وقد يكون فيه إضرار بالمشهود له أو عليه، وفي حالة الاستفتاء فإن محاولة منع المواطن من الإدلاء برأيه فيه إضرار بالمجتمع كله .
الاغتيالات
ولتعدد عمليات الاغتيال خلال الفترة الماضية، أصدرت دار الإفتاء بيانا قالت أن عمليات القتل والاغتيال للشخصيات العامة والسياسية والعسكرية، وبذل المال من أجل القيام بها من الفساد والبغي في الأرض بغير الحق، وذلك من كبائر الذنوب التي زخرت الشريعة بالتنفير منها وتوعدت عليها بأشد العقوبات، بل أبانت أن الإصرار عليها يسلب إيمان فاعلها.
العمليات الانتحارية والتفجيرات
وذكرت في إحدى فتاويها ،أن هذه العمليات الانتحارية والتفجيرات هي سفك للدم الحرام وقتل لنفوس الأبرياء من المسلمين وغير المسلمين التي حرم الله تعالى قتلها إلا بالحق.
تفجير مديرية أمن القاهرة
كما استنكر شوقي علام مفتي الجمهورية العلميات الإرهابية التي وقعت صباح الجمعة الماضية من تفجير لمديرية أمن القاهرة، وأمام محطة مترو البحوث بمنطقة الدقي، وقسم الطالبية وغيرهم مما أسفر عن وقع أربعة ضحايا على الأقل حتى الآن وإصابة ما يزيد عن 50 شخصاً من قوات الأمن والمواطنين..
ليجدد ولمرات عديدة على أن الدم كله حرام، وترقى حرمته في الإسلام إلى أن تكون أعظم حرمة من حرمة الكعبة المشرفة، وأن إيذاء الناس سواء بالقول أو الفعل أمر منبوذ شرعًا.