على الرغم من عدم تغير أهداف النظام الإيراني منذ عام 1979، فقد اعتمدت طهران خلال الشهور القليلة الماضية نهجًا أكثر مرونة وبرجماتية في سياستها الخارجية، وباتت أكثر استعدادًا للتفاهم مع الخصوم، وقررت تقليص تحركاتها العدائية تجاه حلفاء واشنطن في منطقة الشرق الأوسط.
وكانت أولى الخطوات التي عكست هذا النهج المرن هي استئناف العلاقات الدبلوماسية مع السعودية. وثمة دلالات أخرى تعكس برجماتية النهج الإيراني مع الدول العربية، منها استئناف طهران علاقاتها الدبلوماسية مع الإمارات، وإجراء محادثات مع البحرين، وإبرام اتفاق تنمية جديد مع سلطنة عُمان، والتطلع نحو تطبيع العلاقات مع مصر.
كما أجرى وزير الخارجية الإيراني جولة في أربع دول بالخليج نالت استحسان الإيرانيين، وأيضًا تعمل إيران حاليًا على تصفير مشكلاتها مع بعض القوى الإقليمية (مثل تركيا)؛ حيث تسعى إلى تفعيل محادثاتها مع الأتراك.
وعلى الرغم من أن التقارب بات واضحًا بين الدول العربية وإيران، فليس ثمة مؤشرات تعكس رغبة إيران في التهدئة مع الولايات المتحدة الأمريكية أو إسرائيل.