نعم لم يكذب السراب يومًا بل نحن من اعتقدناه ماء ، ولشدة عطشنا ورغبتنا في الارتواء رأينا السراب ماء وألغينا عقولنا ، وعندما تُلغى العقول تختار القلوب !!
يا عزيزي من أحسن استعمال عقله أراح قلبه ، متى ما اطمأن العقل مهد الطريق لمشاعر انسانية جميلة بينك وبين من حولك .. أهلك وأبناؤك وجيرانك وأصدقاؤك وزملاؤك في العمل وطبعاً في العلاقات أيضاً بين الرجل والمرأة .
دائماً ما تكون البدايات مهذبة ولطيفة لان النهايات هي الاكثر صدقاً ووضوحاً لطبيعة الشخصيات .
فلتبقى حريصاً جداً على جمال النهايات اكثر من البدايات ليبقى أثرك بالناس طويلاً .
لم يكن المقصود إعمال العقل وإلغاء المشاعر والأحاسيس فنصبح أجساد بعقول وبقلوب كالحجارة او أشد قسوة ، ولكن استخدام العقل واستخدام القلب مطوعاً للعقل ، كما كان يردد أهالينا دائماً ” ربنا عرفوه بالعقل ” تأملوها جيداً .. عرفنا ربنا بالعقل فأتى حب العبد لربه وفي أحيان أخرى العشق ولو لم يراه !!
فلا تدع شدة العطش تصور لك السراب ماءاً وفي الحقيقة السراب سراب والماآ ماء .. حتى لا تصل لنهايات مؤلمة مفجعة أول ما تخسر فيها تخسر نفسك ثم تخسر من حولك !!
هل كان سيكلفنا إعمال العقل والتروي شيئاً ؟!
لم يكن سيكلف شيئاً طبعاً بدلا من الدخول مندفعين بمشاعر وعواطف بحجة العطش والحاجة الى الارتواء .. حتى تانت عواطف تساءلت مندهشة : ما هذا ؟! انتوا على روحكوا قوي كده !!
حتي العقل نطق وقال تريثوا يا جماعة الاشارة حمرا .. حمرا مين !!
أول ما يكسر هو القلب و أول من يكفر هو العقل وندرك متأخرين جداً أن ما رأيناه ليس ماءاً بل سراب في سراب في سراب في سراب في سراب في سراب … الشريط سف